مزاعم “انقلاب” في قطر.. أحدث ألاعيب الذباب الإلكتروني السعودي

مزاعم “انقلاب” في قطر.. أحدث ألاعيب الذباب الإلكتروني السعودي

  • مزاعم “انقلاب” في قطر.. أحدث ألاعيب الذباب الإلكتروني السعودي
  • مزاعم “انقلاب” في قطر.. أحدث ألاعيب الذباب الإلكتروني السعودي

عربي قبل 4 سنة

مزاعم “انقلاب” في قطر.. أحدث ألاعيب الذباب الإلكتروني السعودي

الدوحة- أحمد يوسف:

بدون مقدمات، ومع ليل الأحد 5 مايو/ أيار الجاري، انتشرت على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” مزاعم وقوع انقلاب في قطر مصحوبة بادعاءات بسماع دوي انفجارات في منطقة الوكرة على الساحل الشرقي الجنوبي للبلاد.

تلك المزاعم جرى الترويج لها عبر وسوم “انقلاب_في_قطر” و”#الوكرة” و”انقلاب_قطر” وكُتبت معها آلاف التغريدات المهاجمة لقطر ومهللةً بتلك الادعاءات.

ومنذ اللحظة الأولى، بدا واضحاً أن الذباب الإلكتروني السعودي والإماراتي يقف وراء هذه المزاعم، سيما وقد دأب هذا الذباب على افتعال أحداث مماثلة في عدد من الدول.

وتزامنت مع تلك الوسوم التي تصدرت قائمة الترند في “تويتر” بالسعودية، تغريدةٌ مزيفة منسوبة لرئيس الوزراء القطري الأسبق الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني جاء فيها: “حتى وإن حصل انقلاب، كما يزعم ذباب بعض دول الحصار، فهذا شأن داخلي. قد لا نتفق أنا وأخي تميم في بعض الملفات الداخلية، وقد يفوز هو أفوز أنا احيانا، لكن في النهاية نحن أسرة واحدة متماسكة من أصغر فرد إلى أكبر فرد، والحكم يبقى في يد الأجدر”.

وكان واضحاً جدا أن معركة الوسوم جرى الإعداد لها بشكل مسبق في الغرف المظلمة من قبل الذباب الإلكتروني، حيث ادعت الحملة أن قطر شهدت إطلاقا كثيفا للنار خلال “محاولة انقلاب” مزعومة، نفذها الشيخ حمد بن جاسم، للإطاحة بالشيخ تميم بن حمد، والاستيلاء على الحكم.

فيما لوحظ تزامن حملة الذباب الإلكتروني مع الذكرى الثالثة للحصار الذي فرضته السعودية والإمارات ومصر والبحرين على قطر بزعم دعمها للإرهاب في ليلة 10 رمضان عام 1438، الموافق 5 يونيو/ حزيران عام 2017، وجاءت الحملة فيما يبدو ردا على وسم بعنوان “#ليلة_حصار_قطر” الذي تصدر قائمة الأكثر تداولا على تويتر قبل يوم من إطلاق الحملة ضد الدوحة.

وأظهرت المعطيات أن النسبة الأكبر من التغريدات في الوسوم الثلاثة جاءت من السعودية ونسب قليلة من دول كمصر والإمارات ومن قطر أيضاً كدولة تم الهجوم عليها.

ووجد أن 72% من التغريدات على وسم #انقلاب_قطر” جاءت من السعودية، و8% من مصر و4% من قطر والبقية من دول أخرى.

بينما وسم #الوكرة جاء 68.2% من التغريدات من السعودية و4% من الإمارات، والبقية من دول أخرى.

فيما جاء وسم انقلاب_في_قطر 66% من المغردين عليه من السعودية، والبقية من دول أخرى.

** أسماء قادت الحملة

المعطيات أظهرت أيضا أن عددا من الأسماء السعودية المعروفة هي أول من قامت بالتغريد عبر تلك الوسوم، إضافة إلى حسابات أخرى بالمئات تحمل أسماءً مستعارة بها صور للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان.

ومن أبرز الأسماء والحسابات التي قادت الحملة على تويتر وكانت من أوائل الحسابات المغردة على الوسوم الخاصة بمزاعم انقلاب قطر:

– منذر آل الشيخ مبارك أحد أبرز قادة الذباب الإلكتروني.

– عبداللطيف بن عبدالله آل الشيخ وهو شاعر سعودي ومن قادة الذباب الإلكتروني.

– سلمان الأنصاري رئيس لجنة العلاقات العامة الأمريكية السعودية “سابراك”.

– خالد المطرفي المدير الأسبق لقناة العربية السعودية.

– عبد الله البندر، إعلامي سعودي يعمل في قناة سكاي نيوز العربية.

– عضوان الأحمري، إعلامي سعودي رئيس تحرير إندبندنت عربية.

– عماد المديفر، إعلامي سعودي من قناة الذباب في تويتر.

– عبد اللطيف آل شيخ مدون سعودي أحد قادة الذباب.

– مشعل الخالدي مدون سعودي.

– موجز الأخبار وهو حساب إخباري سعودي من قادة الذباب.

– بن عويد من أبرز قادة الذباب.

كما شاركت في الحملة حسابات قطرية معارضة أبرزها:

– فهد بن عبد الله آل ثاني وهو معارض قطري موالٍ للرياض وأبوظبي

– خالد الهيل وهو معارض قطري موالٍ للرياض وأبوظبي.

** المحتوى المفبرك

فيما يخص المحتوى الذي روجته حسابات الذباب في حملتها، فقد دار حول مقاطع فيديو مزعومة في مدينة الوكرة القطرية، بالإضافة إلى مقاطع قديمة، مثل الهجوم على “قصر السلام” في مدينة جدة السعودية، في أكتوبر/ تشرين الأول 2017.

ومن خلال تقنيات البرمجة الحديثة والذكاء الاصطناعي التي تتيح تتبع وفحص المحتوى المنشور عبر الإنترنت تبين أن “المقاطع التي تم تداولها كأدلة على الانقلاب المزعوم مرفوعة على موقع يوتيوب منذ أبريل/ نيسان 2017 تحت عنوان “اسمع أصوات إطلاق نار”، دون ذكر مكان محدد لإطلاق النار.

إضافة إلى مقطع آخر تم تداوله في أغسطس/ آب 2015، لانفجار في مدينة تيانجين الصينية، ومقطع رابع لا يظهر أي إطلاق نار، لكن تم تعديله وتركيب صوت إطلاق الرصاص عليه.

** صحف ومواقع نقلت مزاعم الانقلاب

ومن أبرز الصحف والمواقع الإخبارية التي نشرت مزاعم الانقلاب في قطر، موقع قناة “الحرة” الأمريكية، وموقعا “اليوم السابع” و”أخبار اليوم” المصريين، موقع “صدى البلد” المصري، و”سي إن إن” العربية، وموقع “العين” الإماراتي.

** لماذا قام الذباب بالحملة؟

حملات التضليل السعودية تكون مخصصة في المقام الأول للاستهلاك المحلي، ففي المملكة يعتبر “تويتر” أكثر مواقع التواصل الاجتماعي استخداما، وتستخدم شبكات التضليل التي تديرها الحكومة نظريات المؤامرة والأخبار الكاذبة لحشد الجمهور السعودي حول قيادته.

إضافة إلى أن الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية في المملكة قاتمة، مع ضغوط شديدة وسط تراجع اقتصادي عالمي، وانكماش غير مسبوق في سوق النفط، وملايين المواطنين يعانون من الإغلاق في شهر رمضان.

وعلاوة على ذلك، تسعى الحكومة السعودية بشدة إلى استراتيجية للخروج من الحرب المكلفة في اليمن، كما تتصاعد الضغوط الحزبية في واشنطن على القيادة السعودية، وسط تداعيات خطيرة لحرب الأسعار النفطية التي تسبب فيها محمد بن سلمان.

وبالتالي، ووفق متابعين للشأن السعودي، فإن الحملة الأخيرة جاءت في هذا الإطار، فقد تزامنت مع عدة أحداث بارزة، أرادت الحكومة السعودية إلهاء الشعب، وصرف انتباههم بعيدا عنها، ومنها التزامن مع الذكرى الثالثة لحصار قطر الذي فشل فشلا ذريعا، واعتماد الرياض خطة تقشف قاسية قلصت خلالها الإنفاق بشكل كبير.

إضافة إلى سماح الحكومة السعودية للقطاع الخاص بتخفيض رواتب العاملين فيه بنسبة تصل إلى 40% واستمرار تداعيات إغراق الأسواق بالنفط، وهبوط أسعاره إلى مستويات قياسية وتسليط المنظمات الحقوقية الضوء مجددا على انتهاكات الحكومة السعودية، منذ وفاة الأكاديمي الإصلاحي البارز عبدالله الحامد في سجونها.

** ردود قطرية

شهد “تويتر” ليلة نشر المزاعم ردودا مكثفة في قطر تعليقا على تلك الشائعات التي تناولها الذباب الإلكتروني.

واعتبر قطريون تلك الشائعات مجرد “أماني”، ومحاولة من النظام السعودي لمواجهة أزماته الداخلية.

وعملت قطر منذ الأيام الأولى للأزمة الخليجية عام 2017، على تفادي تداعيات المقاطعة وفرض الحصار البري عبر المنفذ الوحيد مع السعودية، وتجاوز كل ذلك بالاعتماد على النفس ومواجهة التحديات الاقتصادية أولا.

وتشير المعطيات أن قطر نجحت، بعد أقل من 3 سنوات على المقاطعة الرباعية، في تحقيق الاكتفاء الذاتي بتوفير احتياجاتها الغذائية بنسبة تتعدى 80 في المئة.

(الأناضول)

التعليقات على خبر: مزاعم “انقلاب” في قطر.. أحدث ألاعيب الذباب الإلكتروني السعودي

حمل التطبيق الأن